خدمات جديدة للأنترنت بواسطة الأقمار الصناعية

0
http://roadpro.co.uk/images/products/large/D2169.jpg 

  1. آلاف المسافرين من سائحين و رجال أعمال و غيرهم يمرون يوميا من محطة القطارات في بروكسل. كل شيئ يبدو عاديا في محطة قطارات العاصمة الأوروبية ما عدا شيئا واحدا يلفت الانتباه. إنها التجهيزات التي تم وضعها فوق عربات بعض القطارات.
إيف فيو برنون: شركة تاليس
“ فوق هذا القطار و تحت هذه القبة البيضاء لدينا لاقط هوائي صغير و هو الذي يتيح لنا ربط الحواسيب بشبكة الانترنت بواسطة تقنية الوي في. الاشارة تأتي من القمر الصناعي, تمر أولا عبر جهاز حاسوب مركزي تم وضعه في إحدى عربات القطار. و هذا الحساوب المركزي مرتبط بدوره بنقاط خدمة الويفي على متن القطار.”
جميع القطارات السريعة أو التاليس التي تربط بروكسل بباريس و أمستردام و كولونيا و مرسيليا تم تجهيزها بخدمات الانترنت بواسطة الأقمار الصناعية حيث أصبح بإمكان المسافرين الارتباط بالشبكة العنكبوتية سواء كان ذلك انطلاقا من الحاسوب المحمول أو كذلك أجهزة الهاتف الذكية.
إلا أن الارتباط بشبكة الانترنت و لئن كان سهلا فإنه مكلف للغاية فعلى متن هذه القطارات يبلغ سعر الساعة الواحدة حوالي ستة يورو و خمسين سنتا. يتم أولا الحصول على رقم سري يقوم المستعمل بادخاله في الخانة المخصصة لذلك على موقع تاليس الالكتروني ثم يمكنه بعد ذلك ربط حاسوبه بشبكة الانترنت بسعة تبلغ خمسة ميغابيت في الثانية.
لقد بات بالامكان اليوم الابحار على شبكة الانترنت بكل سهولة على متن قطار تبلغ سرعته أكثر من ثلاثمئة كيلومتر في الساعة تماما مثلما هو الحال في المنزل أو في المكتب.
ماغالي فاسسيار: مديرة اتصالات “ بامكانك الابحار على الانترنت أو قد تكتفي فقط بتصفح بريدك الالكتروني و ارسال بعض الملاحظات مثلا لمعاونيك في بروكسل حول عمل ما. هذه الخدمة هي امتداد لمكتبك إلا أنك على متن القطار.”
ماغالي فاسيار: مديرة اتصالات بوكالة الفضاء الأوروبية
“ لقد بات هذا ممكنا نظرا لتطور التكنولوجيا و خاصة منها تلك المتعلقة بالاقمار الصناعية المخصصة للاتصالات و التي بامكانها الآن أن تقدم اضافة كبيرة لشبكات الاتصالات الأرضية.
عندما يتم تشغيل هذه الخدمة في فضاء مفتوح. يقوم نظام التشغيل بالارتباط بشبكة الانترنت بواسطة لاقط هوائي فوق سطح القطار مرتبط بدوره بأحد الاقمار الصناعية.
و رغم تنقل القطار عبر أوروبا إلا أن هذا اللاقط الهوائي يضمن ربطا متواصلا بالقمر الصناعي ليسمح بذلك لجهاز الحاسوب المركزي بارسال إشارة الانترنت إلى مختلف نقاط الويفي على متن القطار.
عملية التحكم في هذا النظام تتم بواسطة عقل الكتروني يتحكم في اللاقط الهوائي فوق القطار و كذلك في تشغيل نظام الويفي و ربطه بنظام اتصالات متنقل في حالة تعذر التقاط اشارات القمر الصناعي في الانفاق مثلا.
إيف فيو: شركة تاليس “ العملية تتم برمتها في الحاسوب المركزي. هذا الحاسوب مرتبط عن بعد بتجهيزات أخرى موجودة على الارض يشرف على تشغيلها عدد من التقنيين الذين يراقبون باستمرار حركة القطارات و كذلك شبكات الويفي على متن هذه القطارات.”
الانتفاع بخدمات الانترنت بواسطة الاقمار الصناعية لدى مستعملي القطارات هو أحد البدائل للمناطق التي لا يمكن فيها استعمال الكوابل لهذا الغرض. لنتجه الان شمالا نحو بلاد الغال للاطلاع على تجربة أخرى تعرف بخدمة النطاق العريض.
في السابق كانت جولي بل صاحبة فندق في إحدى قرى بلاد الغال تعاني من صعوبة الربط بشبكة الانترنت كما كانت خدمة الانترنت شبه منعدمة لدى بقية سكان قرية فيلين فاش.
جولي بل: صاحبة فندق
“ نحن نعد ضمن نسبة صغيرة من السكان بحدود صفر فاصل صفر اثنين في المئة من مجموع السكان الذين لا يمكن لهم التمتع بخدمات التدفق العالي. فقريتنا توجد على بعد خمسة كيلومترات و نصف من بريكون الا اننا محرومون من هذه الخدمة لاننا بعيدين جدا عن أقرب مركز للهاتف.”
سيمون بارات: مدير التسويق بشركة أفانتي للاتصالات
“ الصعوبات التي تعترضنا عندما نحاول ربط مثل هذه المناطق بخدمات الانترنت ذات التدفق العالي لا تتمثل في الكابلات في حد ذاتها و لكن في الممرات التي يجب حفرها لوضع هذه الكابلات و التي تكلف مئة يورو للمتر الواحد. اذن عندما تقارن هذه التكلفة مع كلفة تركيب لاقط هوائي و التي لا تتجاوز الاربعمئة يورو فانك ستجد أن كلفة هذا اللاقط الهوائي لا تتجاوز كلفة أربعة أمتار فقط من الكابلات.”
في السابق كانت جولي تضطر من أجل التمتع بخدمة الانترنت الى استعمال الخط الهاتفي. فقد كانت تحتاج مثلا الى وقت طويل من أجل ارسال صورة عبر البريد الالكتروني الا ان تكنولوجيا النطاق العريض أو البرودباند بواسطة الاقمار الصناعية استطاعت حل هذه المشكلة و باتت جولي تتوفر على خدمة انترنت و بسعة عالية كذلك.
جولي بل: صاحبة فندق “ لقد تحقق ذلك بمحض الصدفة فقد سمع احد سكان القرية حديثا عن شركة تقدم خدمة النطاق العريض بواسطة الاقمار الصناعية فاتصل بها و اخبروه هناك انهم لا يمانعون في تقديم هذه الخدمة لسكان القرية. و امكن لنا اثر ذلك الحصول على ربط عالي التدفق بشبكة الانترنت.” عملية التركيب تبدو بدورها سهلة للغاية اذ لا تختلف كثيرا عن تركيب لاقط هوائي لمشاهدة القنوات التلفزيونية الفضائية. تيم ميتشلك مهندس اتصالات “تجهيزات النطاق العريض تتمثل في لاقط هوائي و جهاز استقبال و الكابلات التي يتم وصلها بجهاز المودم. خدمة الانترنت التي توفرها هذه التكنولوجيا هي نفسها التي توفرها خدمات الاشتراك الرقمي غير المتماثل أو الأدي اس ال.”
خلافا لما كان في الماضي فان الاجهزة الحديثة توفر ارتباطا ثنائي الاتجاه بالقمر الصناعي.
07.53
“ اللاقط الهوائي يستقبل و يرسل الاشارات من و إلى القمر الصناعي. الاشارة تقطع مسافة تقدر بستة و ثلاثين الف كيلومتر كي تصل الى القمر الصناعي الذي يقوم بدوره باعادة ارسالها الى هذه المحطة الارضية و التي تمكننا من الارتباط بشبكة الانترنت.
في السابق كانت خدمات الاقمار الصناعية ذات التدفق العالي بحاجة الى خط هاتفي من أجل ارسال المعطيات و كان مستعملو الانترنت يمضون اوقاتا كثيرة بانتظار تحميل او تنزيل مقاطع فيديو مثلا. في المقابل فان الربط بواسطة الاقمار الصناعية يوفر نجاعة اكبر سواء في التحميل أو في التنزيل.”
تيم ميتشلك مهندس اتصالات
الانتفاع بخدمة الانترنت بواسطة الاقمار الصناعية يبدو في المقابل مكلفا للمستعمل مقارنة بخدمة الانترنت العادية الا ان سعر الاشتراك الشهري هو نفسه في كلا الحالتين.
الأقمار الصناعية الاولى تم تصميمها خصيصا لتدعيم شبكة الاتصال الهاتفي في البداية ثم للتلفزيون فيما بعد اما اليوم فتوفر هذه الاقمار خدمات الانترنت بغض النظر عن مكان تواجد المستعمل. وكالة الفضاء الاوروبية تسعى في المستقبل الى تحسين جودة الارسال بواسطة هذه التكنولوجيا الجديدة.
ماغالي فاسيار: مديرة اتصالات بوكالة الفضاء الأوروبية “ أعتقد أن الاهداف المستقبلية تتمثل في الرفع من سعة التدفق لان وسائل الاتصال عادة ما تكون غير كافية رغم كثرتها. نحن دوما بحاجة الى الرفع في سعة التدفق ففي الماضي كانت لدينا سعة تدفق بمئات الكيلوبيت في الثانية اما اليوم فنريد الحصول على سعة تدفق بعشرات الميغابيت في الثانية فالتكنولوجيات الموجودة الان في الاقمار الصناعية تتيح لنا الرفع في سعة التدفق و قد حققنا تطورا كبيرا في هذا الخصوص طيلة الاشهر و السنوات الاخيرة.”

المصدر

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.