أكيد أن الأنترنت ينبوع غزير بالمعلومات، وبه أرشيف يفوق رفوف مكتبة الكونغرس الأمريكية، المكتبة الأكبر عالميا، لكونه أصبح مرجعا يعتمد عليه سواد عظيم من الباحثين وطلاب العلم، وليس معنى هذا كون المكتبات الإلكترونية أفيد من المكتبات العادية، بل لكل مميزات وخصوصيات تناسبه.
ولعل ما يفيدنا ذكره هنا هو إلى أي حد يمكننا التثبت من صحة المعلومات المتاحة على صفحات المواقع الإلكترونية؟ وماهي الضوابط التي يجب الانضباط بها خشية الوقوع في فخ تزييف الخبر ؟
أسئلة وغيرها كثير بدأت تطرح نفسها بإلحاح خصوصا عندما بزغت أقلام طفيلية تعمل في الظلام وتنهج نهج مسيلمة، هدفها الأول والأخير إشاعة البلبلة أو الانتقام إلى فئة دون أخرى بوجه أو بدون وجه حق، بل قد يتعدى الأمر إلى أكبر من ذلك كما حصل الشهر الماضي للمقال الساخر بمدونة ” علاش” تحت عنوان “ساركوزي يقترح صياما على الطريقة الفرنسية” والذي كان الهدف من صاحبه مناقشة علاقة ساركوزي والسلطة الفرنسية بالأقلية المسلمة في فرنسا، بحيث تم نقله في رمشة عين بعدة منابر إعلامية كبرى على أنه خبر حقيقي، دون التثبت من صحة الخبر، مما خلق بلبلة كادت تشعل نار الفتنة بين دولة ودولة، وكل هذا وذاك يتم خلف شاشات الحواسيب وبأسماء مستعارة وبرامج تحمي صاحبها من كشف الهوية.
ولعل من بين الخطوات الأسلم للتأكد من صحة المعلومة بالأنترنت؛ وجود معلومات مستفيضة عن الكاتب بموقعه الإلكتروني والأهداف الرئيسة من وراء إنشاءه للموقع، بحيث ينذر وجود شخص ينفق ماله ووقته وجهده في مدونة أو موقع لينشر فيه الأكاذيب خصوصا إذا كان الموقع مصمم بطريقة احترافية وجودة عالية، علاوة على ذلك يجب أن تتوافق واجهة الموقع بمضمونه، هذا الأخير نستوثقه بمدى قدرة الكاتب ( صاحب الموقع) على إغناء موضوعه بالإحالات والمراجع لمصدر المعلومات المعروضة لدى القارئ الإلكتروني لأن الكُتاب الموثوقون هم الذين يفخرون بنتاج عملهم.
وبقي أن نشير أيضا إلى كون مواقع الشركات العالمية المعترف بها مثل yahoo و live …إلخ لا يمكنها في الغالب أن تجرؤ على ارتكاب هفوات بله أخطاء مقصودة.
ولابأس من تخصيص دقائق معدودة لفحص مصداقية المعلومات عن طريق الموقعwww.whois.net الذي يحدد لك من يملك اسم الموقع، لتتجنب بذلك عناء الإحراج عند سرقة موضوع ما من شخص ما وتنسبه لنفسك وباسمك،اعتقادا منك أنه خبر صادق، لتسقط حينها في مصيدة الكذب وتفقد معاني المصداقية، هذان العنصران لايلتقيان في شخص الإعلامي المهني الحر والنزيه.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق