استيقظ رغيب الساعة العاشرة صباحا و قفز مباشرة الى حاسبه المحمول Laptop و شغل متصفحه المفضل Google Chrome و كتب في شريط العنوان الخاص به www.th3.info ثم ضغط على مفتاح الادخال Enter , و ما هي الا ثواني معدودة و تظهر له صفحة الموقع.
يالهذه السرعة الخارقة انها سرعة الضوء بلا شك ! لكن هل تعلم ما هو حجم العمليات التي تحدث بعد أن تكتب عنوان موقع ما ثم تضغط على زر الادخال Enter ؟ اذا كنت تحب أن تعرف تابع القراءة قليلا فالكثير هذه الايام لا يحب القراءة (ههه) اليك القصة : بعد أن كتبت العنوان و ضغطت مفتاح الادخال يأخذ المتصفح العنوان الذي كتبته و يفحصه فيجده عنوان URL و ليس عنوان IP و لهذا عليه أن يقوم بتحويله أو ترجمته الى عنوان IP , لذا يقوم بسؤال خادم أسماء النطاقات DNS أن تزوده بعنوان الـ IP المقابل للـ URL و لكن المتصفحات عنيدة بعض الشيء و لا تحب أن يكون التذلل و سؤال الآخرين هو الحل الأول لذا فقبل التوجه الى DNS و طلب مساعدته تبحث في ذاكرة التصفح Cookies عن عنوان الـ IP المقابل لعنوان الـ URL الذي كتبته و كلها أمل أن تجده. إن وجدته ضمن ذاكرة التصفح فسوف تشكر ذاكرتها لأنها استفادت من الجلسات السابقة و ان لم تجده فليس أمامها سوى اللجوء الى DNS و طلب مساعدته و انتظاره ريثما يبحث بين فهارسه و سجلاته حتى يجده و يبعث لها بالنتيجة. في نهاية المطاف سيكون عنوان الـ IP بحوزة المتصفح و أخيرا ها هو الآن قد أصبح جاهزا لإنطلاق و التواصل مع الموقع المطلوب مباشرة دون أي وسيط فيقوم المتصفح بوضع عنوان الـ IP وليس URL في رسالة الطلب Request لتنطلق عبر الشبكة و تقوم أجهزة تخديم البنية التحتية للشبكات مثل الموجهات Routers و المبدلات Switches بتمرير رسالة الطلب وذلك اعتمادا على عنوان الـ IP و هذا هو السبب الذي يجبر المتصفح على ترجمة عنوان URL الى IP ورسالة الطلب هي عبارة عن حزمة تسمى IP Packet لأنها تستخدم برتوكول IP و هو البروتوكول المعني و المنظم لعملية ربط الشبكات فيما بينها و مع بعضها البعض و لولا هذا البرتوكول لما نشأت شبكة الانترنت و التي هي عبارة عن ترابط لعدد كبير و هائل جدا من الشبكات المختلفة الحجم ( الصغيرة و المتوسطة و الواسعة ) فيما بينها. و بالطبع فليس هذا ما يتم بالتفصيل فهناك عمليات أخرى تتم داخل جهاز المستخدم نفسه مثل تمرير رسالة الطلب على الطبقات السبع لنموذج ISO و هناك عمليات أخرى تحدث بين أجهزة تخديم البنية التحتية للشبكة مثل تبديل العناوين الفيزيائية MAC Address عند كل قفزة Hop و أيضا ترجمة عنوان الموقع الوجهة الى العنوان الفيزيائي MAC Address الخاص به و هي عمليات أكثر تعقيد تتناولها كتب اختصاصية لا يتسع هذا المقال لذكرها و لكن أشرت اليها كي أحفزك على التوسع و البحث و القراءة.
الكاتب : عبدالله المشارقة. alwansa12@gmail.com
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق