تطور التقنيات المعلوماتية في العقود الأخيرة سار على نحو سريع جعل استخدامها للأغراض الحربية مسألة وقت لا غير. ويبدو ان هذا الوقت قد حان. فإعتبارا من اكتوبر/تشرين الأول عام الفين وعشرة يبدأ بالكامل سريان مفعول الإستراتيجية الجديدة التي وضعها البنتاغون للحرب الإلكترونية او السبيرنيتيكية. ومن الآن فصاعدا تعتبر الولايات المتحدة المجال الإلكتروني ميدانا قتاليا محتملا، شأن البر والبحر والجو. تحت تصرف وزارة الدفاع الأمريكية حاليا خمسة عشر الف شبكة حاسوب يقوم على خدمتها اكثر من تسعين الف موظف متخصص في تقنية الكمبيوتر. الا ان فريقا من الف خبير عسكري في القرصنة والجاسوسية الإلكترونية سيشكل حجر الزاوية في استراتيجية البنتاغون الجديدة. والمهمة الرسمية لهؤلاء هي التجسس في المجال الإلكتروني والتصدي للهجمات السبرنيتيكية على الولايات المتحدة وتسديد الضربات الإستباقية الى الجهات التي تحضر تلك الهجمات. وبذلك تسعى الولايات المتحدة الى فرض نظام جديد في المجال الإلكتروني، الأمر الذي يستجيب بالتمام والكمال للزعامة العالمية التي تتوخاها أمريكا. الجنرال كيت الكزاندر مدير القيادة الإلكترونية السبرنيتيكية الجديدة (آرفور سبير) يقارن هجمات الإنترنت بسلاح الدمار الشامل ويعلن عن النية في استخدام السلاح الإلكتروني المعلوماتي او السبيرفابون للأغراض الدفاعية والهجومية على حد سواء. فالرأي السائد ان الهجوم الإلكتروني يمكن ان يكون اقل كلفة من الهجوم العسكري التقليدي. وبدلا من تدمير شبكات الإتصال والبنية التحتية لقوات العدو بالصواريخ المجنحة والقنابل يصار بفاعلية اكبر الى بلوغ هذا الهدف من خلال التسلل الى شبكات الكمبيوتر او السيطرة الإلكترونية على شبكات العدو واستخدام تلك الشبكات ضد اصحابها. وثمة ما يبرر الإفتراض بأن محاولات استخدام الهجمات الإلكترونية فعلا ضد دولة ما معادية للولايات المتحدة تجري الآن في واقع الحال. الخبراء الإيرانيون على يقين بأن فايروس ستوكسنيت الذي استخدم مؤخرا في مهاجمة ثلاثين الف حاسوب ايراني انما هو من صنع الهيئات الحكومية في الولايات المتحدة واسرائيل. ومما يلفت النظر ان واشنطن، وهي تجهد في اعداد خبراء الحرب الإلكترونية ، انما تتهم عددا من البلدان بتشجيع بل وتمويل الإرهاب الإلكتروني . كما انها ترفض اقتراح روسيا الذي يقضي بتوقيع معاهدة دولية تحرم اسستخدام السلاح السبرنيتيكي
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق